مدرسة فلاح بن محسن النبهاني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تربوي تعليمي يخدم طلاب ومعلمي المدرسة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المخدرات والمجتمع

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
almagrooh




المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 27/04/2012

المخدرات والمجتمع Empty
مُساهمةموضوع: المخدرات والمجتمع   المخدرات والمجتمع I_icon_minitimeالأحد أبريل 29, 2012 2:13 pm

تعاطي المخدرات وأثارها الاجتماعية
الأسباب والوقاية













مدخل تمهيدي
________________________________________

يتضمن التعريف بالبحث من خلال المقدمة، وبيان مشكلة البحث وأهميته، والهدف من كتابته، وكذلك حدود البحث والمنهجية المتبعة لذلك ووضع الفرضيات اللازمة، وتحديد المصطلحات وتقسيم هيكلية البحث .
المقدمة :

ان تعاطي المخدرات تهديد حقيقي للمجتمعات ،وتعتبر من اعقد المشاكل التي تواجه المجتمعات في الوقت الحاضر.وهي ليست اقل من مشكلة الإرهاب لما لها من تأثير على كافة اشكال النشاط الاجتماعي والاقتصادي وعلى العنصر البشري من النواحي الصحية والعقلية والنفسية والاجتماعية.وقد تمس بسلامة امن المجتمع واستقراره من خلال الانحرافات السلوكية الشائنة للمتعاطي ،ومن أخطرها ما يتعلق بالجريمة للارتباط الوثيق بين المتعاطي والجريمة بكافة أنواعها مثل القتل والسرقة والاغتصاب والتهريب ......الخ يضاف إلى ذلك الاضرارالكبيرة التي تصيب الاقتصاد والتنمية بسبب ضعف قدرة المجتمع في الإنتاج لانعدام إمكانات العمل أو العمل بمستويات متدنية لدى اؤلئك المتعاطين .
إن انسيابية تعاطي المخدرات تهدد كافة مستويات المجتمع وطبقاته ولا تستثني احد ، ويزداد الموقف تعقيدا لهذه الظاهرة إذا أضفنا عدم قدرة وسائل الوقاية والعلاج من القيام بدورها .
وقد أصبحت هذه الآفة التي اتسع انتشارها ،مشكلة عالمية الملامح والإبعاد في خطورتها وحدتها. وهي في تزايد مستمر في جميع انحاء العالم ،فقد وصل عدد المتعاطين وفق احدث تقارير للأمم المتحدة لعام 2004 م إلى 185 مليون متعاطي أي بزيادة قدرها خمسة ملايين عن التقرير السابق لعام 2003م . وهذه النسبة تشكل 3% من إجمالي سكان العالم وهنا تكمن الخطورة .
ونظرا لتسرب كميات كبيرة من المخدرات إلى داخل العراق ،لذا يتطلب منا البحث عن وسائل وطرق للحد من انتشار هذه الظاهرة وإيجاد العلاج اللازم لهذه المشكلة .ولهذا نقدم هذه الدراسة التي تبين أسباب المشكلة وطرق الوقاية منها أملين إن تلقى اهتمام من الجهات المعنية للتصدي لها ووقاية المجتمع من إضرارها .
مشكلة البحث :
تقوم على ما يلي :
1- إن الحجم الحقيقي لمشكلة تعاطي المخدرات صعب الوصول اليه في جميع المجتمعات لان الجزء المعلن خلال الإحصائيات الدراسية اقل من الواقع ولا يشكل سوى 10% من الحجم الحقيقي .
2- طبيعة التعامل مع هذه المشكلة في المجتمعات العربية ولأسباب سياسية ودينية وأخلاقية تكون ضعيفة التشخيص والتسجيل وعدم وجود مؤسسات صحية كافية للتعامل مع مشاكل المدمنين على المخدرات بلغة الأرقام والإحصائيات، والمتوفر منها ينقصها الدقة وغير كافي لاستخدامه كمؤشر لتحديد المشكلة .
3- عدم معرفة حجم المشكلة الحقيقية في المجتمع العراقي لعدم وجود حالات سريريه أو مصحات خاصة بالمدمنين أو عدم وجود مؤسسات إصلاحية (سجون) منفردة بالإفراد الجانحين بانحرافات لها علاقة بتعاطي المخدرات .وعلى هذا الأساس تم تحديد مشكلة البحث في الإطار النظري بالإجابة عن السؤالين التالين :
س1- ما العوامل المؤدية على تعاطي المخدرات ؟
س2- ما هو دور المجتمع والسلطات المختصة بمعالجة هذه الظاهرة؟
أهمية البحث :
تكمن بما يلي :
1- خطورة ظاهرة تعاطي المخدرات المدمرة ودراسة العوامل المحيطة بها وتأثيرها على سلوك المتعاطي مع إبراز الاضرارالاجتماعية والاقتصادية والإنتاجية الناجمة. مما يجعل دراستها على قدر من الأهمية .
2- خطورة هذه المشكلة تحتم علينا السعي بكل السبل الممكنة بغية الوصول إلى معلومات أساسية وحقيقية لاطلاع ذات العلاقة لتمكينهم من وضع برنامج متكامل للتصدي للمشكلة ووقاية المجتمع من اضرارها .
أهداف البحث :
تقوم على ما يلي :
1- أسباب تعاطي المخدرات ومحاولة توفير اكبر قدر ممكن من المعلومات عن هذه الظاهرة وإيجاد سبل الوقاية والعلاج لها .
2- عرض مشكلة تعاطي المخدرات امام مجتمعنا ،لان الدلائل تشير إن العراق أصبح ألان في دور المتعاطي بشكل ملفت للنظر حتى يكون هذا البحث عونا لهم في الإرشاد والتوجيه.
3- إشعار السلطات المعنية بخطورة هذه الآفة حتى تتخذ الحيطة والحذر بمنع انتشارها لأنها اخطر من الإرهاب في تهديد امن المجتمع واستقراره .

حدود البحث :
تتمثل في تشخيص ظاهرة تعاطي المخدرات وأسبابها وإيجاد العلاج اللازم لها، وحددت الفترة الزمنية سنة 2006 - 2007 م .
منهجية البحث :
اعتمدت الأسلوب الوصفي التحليلي من خلال جمع البيانات والمعلومات من مصادرها العلمية والقيام بتحليلها وتطويعها بالواقع الذي نعيشه لاستنباط وسائل وقائية ذات فاعلية لمنع تعاطي المخدرات .إضافة لذلك أدخلنا المنهج الواقعي في البحث والذي تكمن فلسفته في المعرفة الدقيقة لأثار المخدرات والعواقب الاجتماعية والشخصية من استخدامها والى اتخاذ قرار حازم بعدم تناولها لكثرة اضرارها .
فرضية البحث :
تقوم على معرفة الإجابة على الأسئلة الآتية :
س1- هل هناك علاقة بين التنشئة الاجتماعية وتعاطي المخدرات ؟
س2- ما هو دورالبيئة الداخلية والخارجية في تعاطي المخدرات ؟
س3- ما هي علاقة المؤثرات الدينية والتشريعية على تعاطي المخدرات ؟

تحديد المصطلحات :

 المخدر :
كل مادة تدخل إلى جسم الكائن الحي وتعمل على تعطيل واحدة أو أكثر من وظائفه . والمخدر في اللغة ،مادة تحدث خدرا في الجسم بتناولها فيفقد الشعور والإحساس .
 المخدرات :
لكل مادة خام أو مصنعة تحتوي على مواد منبهة أو منومة أو مسكنة أو مهلوسة إذا تناولها الإنسان أصابه الخدر وتشويش العقل والتفكير وعدم الاتزان وثقل الحركة .
 المخدرات الطبيعية:
هي مواد مخدرة مستخرجة من أوراق وزهور وثمار النباتات الطبيعية مثل الخشخاش والحشيش والكوكا تضر بالكائن الحي في حالة تناولها وتحدث له الخدر والسكون وتفقده الوعي .
 المخدرات الصناعية :
هي مخدرات مصنعة لغرض الأدوية والعقاقير الطبية ومصدرها المخدرات الطبيعية من نباتات الحشيش والخشخاش والكوكا وتتمثل في المورفين والهيروين والكودايين ، وهي مسكنات ومهدئات تستخدم طبيا وفي حالة استخدامها بإفراط دون استشارة طبيب تتحول إلى الإدمان .
 المخدرات التخليقية: :
هي مخدرات تصنع من مواد كيميائيا ولا يدخل في تركيبها أي نوع من المخدرات الطبيعية ،وتسمى أحيانا بالمؤثرات العقلية وهي عبارة عن حبوب أو أقراص .
 متعاطي المخدرات :
هو الشخص الذي يتناول المخدرات ،حيث ينتابه شعور وإحساس إرادي يلزمه اخذ هذا المسكر والذي يمنحه نوع من البهجة والفرح أو نسيان الهموم والمصاعب التي تواجهه .

 الإدمان :
هو الاعتياد على تناول المخدرات بانتظام واستمرار،وتولد للأشخاص حاجات ملحة والام كبيرة لا يقدرون على تحملها إلا بتناول المخدرات .

هيكلية البحث :

لكي تحقق هذه الدراسة أهدافها لا بد من توزيعها على أربعة مباحث وهي :

 المبحث الأول :يبين مفهوم المخدرات وأنواعها .
 المبحث الثاني :يتناول دوافع وأسباب تعاطي المخدرات .
 المبحث الثالث : يوضح الآثار الناتجة عن تعاطي المخدرات .
 المبحث الرابع : يقدم الحلول والمعالجات والتوصيات والمقترحات .



























المبحث الأول :مفهوم المخدرات وأنواعها .
________________________________________

المخدرات في اللغة العربية هي جمع مخدر ما يسبب الخدر أي الفتور والكسل (1). وإما لغويا أتت من اللفظ (خدر) ويعني ستر أو لزم ،ويقصد من ذلك السكون والكسل(2) .
إما مصطلح المخدر حسب المفاهيم الأجنبية ،يعني خدر ،أي افقد الحس والشعور أو اخمد ، اسكت ،هلك ، وبعبارة أخرى تعب واسترخى فلا يطيق الحركة(3) . ولكي نتوصل إلى معرفة مفهوم المخدرات لا بد من تعريفها والمتعاطين لها والمدمنين عليها .

تعريف المخدرات :
إن المخدرات هي مواد أولية تستخدم لإغراض طبية كدواء معالج للمريض ،ولكن عند تحويلها إلى مركبات تؤدي إلى فقدان الوعي والإحساس ،وأصبحت تشمل مركبات منشطة ومهلوسة مما جعل تسميتها المخدرات .
فالتعريف العلمي للمخدرات : هي مواد كيميائية تسبب لمن يتناولها النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم (4). وأيضا يمكن إن تعرف المخدرات (بأنها مركبات تؤثر على الجهاز العصبي أو العقل أو ما يشوشه ويخدره أو يغير في تفكير وشخصية الإنسان الذي كرمه الله وخلقه في أحسن تقويم ) (5).
إما التعريف الفارماكولوجي للمخدرات فيقصد بها (أي مادة كيميائية تؤثر في حياة الخلايا الأساسية للإنسان ) (6).
ويعرفها العالم الألماني فوجيتVuget (بأنها المواد التي من خلال طبيعتها الكيماوية تعمل على تغيير بناء ووظائف الكائن الحي الذي أدخلت إلى جسمه هذه المواد .وتشمل هذه التغيرات على وجه الخصوص وبشكل ملحوض الحالة المزاجية والحواس والوعي والإدراك علاوة على النفسية والسلوكية )(7).

إما التعريف القانوني للمخدرات :
تعتبر المخدرات من الاعمال غير المشروعة لأنها تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ،وبهذا يحظر القانون تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا بناء على ما يخوله القانون .ومن خلال هذا التعريف يمكن إن نوضح بان المخدرات سواء كانت مواد خام أو مستحضرات ولكونها تحتوي على خاصية منبهة أو مسكنة إذا تم استخدامها في إغراض غير طبية أو تم تناولها من قبل الأشخاص مباشرة وبانتظام تحول المتعاطي إلى مدمن يفقده الوعي والإحساس ويصبح كسولا غير قادر على العمل مضطرب نفسيا وعقليا مما يضر الفرد المتعاطي وعائلته والمجتمع على حد سواء. ولهذا تدخل التشريع للحد من هذه الظاهرة بإصدار قوانين تعتبر المخدرات من الاعمال غير المشروعة والتي يعاقب عليها القانون .

مفهوم تعاطي المخدرات :
إن تعاطي المخدرات يكون أكثر من مجرد تجربة حيث يتناوله الشخص لمرات متعددة إما لمشكلة مزاجية داخلية ،أو لمشكلة مرضية ،أو لضغوط معينة ،أو الفضول ،أو البحث عن معنى وهمي للسعادة ،أو الرغبة بالشعور بالمكانة بين افراد جماعته والاعتياد على تناولها يؤدي إلى الإدمان .
ويعرف التعاطي :
تناول شخص لشيء معين ما لا يحق ولا يجوز له تناوله (7). لان هذا الشيء مسكر يفقد العقل ويسبب اضرار للمتعاطي نفسه ويعتبر عمله هذا خروج على الدين والقيم الاجتماعية والعرف والعادات والتقاليد وتجعله منبوذا من المجتمع ويلقى الاستهجان والاستنكار ويخضع لطاولة القانون لعدم مشروعيته.
ويعرف (الفينيكس )ALViniks التعاطي بأنه قيام الشخص باستعمال المادة المخدرة إلى الحد الذي قد يفسد أو يتلف الجانب الجسمي أو الصحة العقلية للمتعاطي أو قدرته الوظيفية في المجال الاجتماعي (Cool.
وعرف أيضا تعاطي المخدرات بأنه ( رغبة طبيعية يظهرها بعض الأشخاص نحو المخدرات ،أو مواد سامة تعرف إراديا أو عن طريق المصادفة ولها اثار مسكنة ومخدرة أو منبهة أو منشطة وان الاعتياد عليها تسبب الإدمان وتضر بالفرد والمجتمع(9) .
فإذا استمر المتعاطي بتناول المخدرات لمرات عديدة وباستمرار وانتظام يصبح في حالة اعتياد يتحول إلى إدمان .وقد يستخدم المخدر كعلاج للتخفيف عن المتعاطي لأنه لا يستطيع الاستغناء عنه .
مفهوم الإدمان :
كلمة الإدمان تشتق لغويا من (دمن- دمن عليه )(10)، فلان أدمن الشيء أدمانا . ويقال رجل مدمن خمر أي مداوم على شربها .
وهو الاعتياد النفسي للمتعاطي حيث ينتابه شعور بالارتياح والإشباع وتولد له دافع قوي لابد من تناوله قهرا وجبرا بحيث لا يمكن العيش بدونه .
وعرفت الإدمان لجنة خبراء منظمة الصحة العالمية حيث اعتبرت إدمان عقاقير الصحة بأنه (حالة تسمم دورية أو مزمنة ،مضرة بالفرد والمجتمع ،وهذه الحالة تكون نتيجة للاستخدام المتكرر لعقار طبيعي أو صناعي (11).
وعرف )روبرت روي (الإدمان في كتابه (المخدرات والعقل ). حيث قال (إن الإدمان يكون جسمانيا ضروريا قهريا كحاجة ملحة لا تنطفىء،ومثله بالماء في حالة عطش الإنسان إليه كحاجة ملحة لا تنطفىء إلا بشربه .اما الدكتور فؤاد بسيوني فتناول الإدمان بكثرة استخدامه والاستمرار عليه سواء كان دواء أو عقار أو مخدر حيث قال (هو استعمال الدواء أو العقار أو المخدر بكثرة وباستمرار دون النظر في اعتبارات الممارسة الطبية المقبولة )(12).
واعتبر الدكتور احمد عكاشة الإدمان (بأنه حالة التسسم الدوري أو المزمن والذي يؤثر على الفرد والمجتمع )(13).
نستنتج من ذلك بان الإدمان على المخدرات هو مرض يصيب المتعاطي من خلال الاعتياد عليه بحيث تصبح لديه رغبة ملحة تجبره على تعاطيه والاستمرارعليه والميل إلى زيادة الجرعات عند تناولها والحصول على هذه المادة بأي طريقة ،لظهور اعراض جانبية شديدة عند التوقف من التعاطي لاعتياد المدمن جسميا ونفسيا على العقار المخدر ،فيكون ضررها ليس على الشخص وحده وإنما على المجتمع أيضا .
أنواع المخدرات :
نظرا لوجود أنواع كثيرة ومختلفة من المخدرات بعضها طبيعية والأخرى صناعية وقد تكون كيميائية ، تم تصنيعها وفق معايير مختلفة، منهم اخذ بعين الاعتبار مؤثراتها على الشخص ومنهم من ركز على درجة نقاءها والأخر اعتبر مصدرها أساس لبيان نوعها وعليه يمكن تقسيم المخدرات إلى ما يلي :
تصنف المخدرات حسب درجة نقاءها ومناطق إنتاجها, وتقسم إلى:
 المخدرات البيضاء :والتي تتكون من المورفين والهيروين والكوكايين .
 المخدرات السوداء :ونقصد بها الحشيش والأفيون .

تصنف المخدرات حسب تأثيرها على النشاط العقلي للشخص وحالته النفسية وهي :
 المهبطات أو المثبطات وتشمل :المسكنات ،المنومات ،المهدئات .
 المنشطات :وتشمل:الاميتتانيات،الباربيتيورات .
 المهلوسات :وتشمل (إل-س-د)،(س-د-25)،وميسكالين .

تصنف المخدرات حسب مصادرها:
وقد اخذ بهذا التصنيف أكثر الباحثين لان العقاقير والأدوية الطبية والعقار المؤثر وغير المؤثر ،وأيضا خفة العقار ونقائه يدخل فيه وعليه تقسم المخدرات حسب مصدرها إلى ثلاثة أنواع وهي :
أولا- مخدرات طبيعية:
(وهي تلك النباتات التي تحتوي أوراقها وزهورها وثمارها على مادة مخدرة فعالة تؤدي إلى فقدان الوعي كليا أو بصورة موقنة )(14).

وتتمثل هذه النباتات الطبيعية بما يلي :
1- نبات القنب الهندي :وعرف بالحشيش وكانت بداية زراعته في الهند للانتفاع من أليافه في صنع الحبال ،ونسج الأقمشة ،كما استعمل في أحيان أخرى كدواء مسكن ،وقد ينمو في كثير من الأحيان فطريا دون الحاجة للتدخل في زراعته . وقد تتكون منه ومن مشتقاته مادة مخدرة وعرف في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال مشتقاته باسم (الماريجوانا).،ولكن أمريكا استبعدته في الوقت الحاضر من العلاج بعد ان ثبت في البحوث والتجارب العلمية إن قيمته العلاجية غير نافعة (حسب ما جاء في الطبعة الأخيرة (للفارماكوبيا ).ولكن يستخدم حاليا في معظم دول العالم من اجل الكيف ،كما أصبح الإدمان عليه يهدد الكثير من شعوب العالم المتقدمة منها والنامية على حد سواء .


2- نبات الخشخاش أو الأفيون :وهو المادة المستخرجة من نبات خشخاش الأفيون ويطلق عليه في بعض الأحيان اسم (أبو النوم ) مشتقا من إحدى خواصه الأساسية وهي جلب النوم لمتعاطيه ،ويعتبر هذا النبات ومشتقاته من المخدرات المسكنة والمهدئة والجالبة للنوم .عرف في أوربا واستخدم للعلاج في بداية القرن التاسع عشر عندما تم استيراده من شركة الهند الشرقية ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية ،يوجد في أسيا والهند وإيران وتركيا واليونان .أصبح تعاطيه يشكل خطرا وضررا على حياة الفرد والجماعة والمجتمع لأنه يؤدي إلى الإدمان فإذا ما توقف المدمن عن تعاطي جرعته تعرض لاغراض الانقطاع القاسية.

3- نبات الكوكا : شجيرة الكوكا كنبات وجد في أمريكا الجنوبية في بيرو ،وبوليفيا ،وكولومبيا ،وشيلي. ثم انتقلت زراعته إلى شرق وجنوب أسيا مثل سومطرة ،سيلان ،واندونيسيا .وقد تستخدم أوراقها للمضغ ويساء استعمال الكوكايين المستخرج منها في كثير من دول العالم .

إن مضغ أوراق الكوكا تسبب اضرار كبيرة على المتعاطين ،منها تقليل الشهية للطعام وكذلك تسبب سوء التغذية وما يترتب عليه من امراض إضافة إلى تأثيرها على العقل واختلال وظائف السمع والبصر والهلوسة واضطراب في وظائف الهضم .إن استخراج عجينة الكوكا من أوراق شجيرة الكوكا أصبحت من الاعمال الغير مشروعة للمتاجرة بها وخاصة في (بوليفيا وبييرو) ، وأصبحت تأتي بالمرتبة الثالثة للإدمان بعد الأفيون والمورفين .

4- شجرة القات :تزرع في شمال اليمن وخاصة في جبال صبر وتوجد بعض الزراعات في صنعاء ،إضافة إلى زراعته في الحبشة ،وأوغندا ،كينيا وتنزانيا ،ملاوي ،وزائير ،موزنبيق ،زيمبابوي ،وجنوب إفريقيا .يتم تناوله عن طريق المضغ وقد يستخدمونه افراد المجتمع اليمني باستمرار و يكون مفضلا لهم حتى على رغيف الخبز ،لاعتقادهم الخاطئ بأنه لا يضر،إضافة إلى خواصه المنعشة ويثير شعورا بالصداقة ولا يدفع متعاطيه إلى عالم الخيال .ولكن اللجنة البريطانية التي شكلت في اليمن لدراسة مشكلة القات سنة 1957 م ،أوردت في تقريرها باضراره وقالت (إن تخزين القات ومضغه يؤدي إلى ضعف العقل والجسم والعجز الجنسي، والإدمان عليه يؤدي إلى الجنون وكذلك الإصابة بالإمساك والنزلات المعدية )(15).


ثانيا- المخدرات الصناعية :
هي مخدرات مصنعة من المخدرات الطبيعية بوسائل صناعية مختلفة ومشتقة من الأفيون أو مستخلصة من أوراق الكوكا (الكوكايين ).وقد يستعيض بها متعاطي المخدرات الطبيعية إشباعا لرغبا تهم المزاجية وتجنبا من العقوبات المفروضة على المخدرات الأصلية لسهولة إخفائها أو الاحتجاج بها بكونها أدوية عقارية يتم استخدامها بوصفة طبية .وتحتوي هذه المجموعة الأنواع التالية (16):
 المورفين: تصنع من مشتقات الأفيون على هيئة بلورات بيضاء اللون أو أقراص وهو عديم الرائحة والمذاق .
 الهيروين : وهو مسحوق ابيض اللون ،مر المذاق ،وقد يأخذ أحيانا لون بني داكن بسبب إضافة بعض المواد إليه وهو مشتق شبه صناعي من المورفين ويعتبر من أكثر المخدرات خطورة في العالم لكثرة المتعاطين وسرعة الإدمان عليه .
 الكودايين: – يستخرج من الأفيون وله عشر تأثيره إذا ما تساوت الكميات .يستخدم طبيا لمعالجة السعال ،وإذا أسيء استعماله يتحول إلى إدمان ويوجد على هيئة أقراص أو حقن .

ثالثا –المخدرات التخليقية (الاصطناعية ):
ولها عدة تسميات منها ،المواد النفسية ،المؤثرات العقلية ،المواد المؤثرة على النفس والعقل. وتأخذ في معظم الأحيان صورة حبوب أو أقراص أو كبسولات .وتصنع هذه المواد كيميائيا كأوليات الكاربون والأوكسجين أو الهيدروجين والنيتروجين .ولا يدخل في تركيبها أي نوع من أنواع المخدرات الطبيعية أو مشتقاتها الصناعية. .وعند إساءة استعمالها تولد لدى المتعاطي نفس الآثار التي تحدثها المخدرات الطبيعية والأخطر ما فيها هو الإدمان: ومن أنواعها :
 عقاقير منومة .
 عقاقير مهدئة .
 عقاقير الهلوسة .

إن هذه العقاقير مهمة في استخدام الطب الحديث ولكن يتطلب للمعالج استشارة الطبيب عند تعاطيها ،وان طبيعتها تولد الإدمان إذا تم الاعتياد عليها بشكل منظم وتولد لدى الأشخاص فقدان الذاكرة والإهمال في المظهر، والضعف العقلي، والارتخاء الجسمي والغوش في الرؤى مع اضطراب في الجهاز التنفسي وهبوط في ضغط الدم مما يؤدي إلى الوفاة .
ومن خلال عرضنا لأنواع المخدرات نرى أنها آفة مدمرة لعقل الإنسان وكيانه وخلقه وسلوكه ،لذا ننصح بتجنب تعاطيها لما لها من اضرار على الفرد والعائلة والمجتمع .فحرم تعاطيها الشريعة الإسلامية من خلال كتاب القران الكريم وحديث الرسول (ص) وأراء الفقهاء، وكذلك القانون الطبيعي والقانون الوضعي باعتباره جرم يعاقب عليه .







المبحث الثاني : دوافع وأسباب تعاطي المخدرات.
________________________________________


يعتبر تعاطي المخدرات خروجا على القيم الاجتماعية وعلى العادات والتقاليد والسلوك المتعارف عليه في المجتمع ،وأيضا خروج عن الدين الإسلامي الذي اعتبر تعاطي المخدرات من المحرمات الشرعية والتي وضع الحد لمن يستخدمها، وكذلك التشريع الوضعي الذي منع زراعة المخدرات أو الاتجار بها أو تعاطيها، واعتبر هذا العمل من الاعمال غير المشروعة والتي يعاقب عليها بحكم القانون بعقوبة قاسية قد تصل إلى الإعدام .
إذن ما هي الدوافع والأسباب لتعاطي المخدرات وتجاوز كل هذه المحرمات ؟
إن أسباب تعاطي المخدرات يرجع إلى عدة عوامل منها :
 أولا- التنشئة الأسرية للأبناء
يعتبر الوالدين مفتاح الحياة بالنسبة للطفل إذ منهما يستمد العطف والمحبة والدفيء والأمن والأمان .ويرى علماء التربية والاجتماع ،إن التنشئة الأسرية لأبنائهم تعتبر عنصر فاعل ومؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على شخصية الأبناء .
فالتنشئة الأسرية هي: (تلك العملية التربوية التي يتم فيها تعليم وتلقين الأبناء في مراحل نموهم أنماط السلوك والتفكير والشعور التي ترتضيها البيئة و الحضارة التي يعيشون فيها )(17). وأيضا يجب إكساب مفاهيم القيم والمعايير الاجتماعية وفلسفة الحياة لأبنائهم إضافة إلى تنمية المهارات المتعلقة بالصحة النفسية والتوافق الشخصي والاجتماعي والتي تجعل الأبناء يشعرون بأهميتهم وثقتهم بأنفسهم وتحمل مسؤولياتهم والتركيز على الواعز الديني وهو الإيمان بالله كما تشمل تنمية الوعي والاهتمام بالبيئة وما يرتبط بها، وإكسابه المعارف والمهارات والاتجاهات الايجابية نحو مواجهة المشكلات القائمة، والعمل على تجنب ظهور مشكلات جديدة بقدر الإمكان ،(18) إضافة إلى العلاقات الطيبة بين الوالدين والتي تعتبرمن أهم العوامل التي قد تؤثر في نمو الطفل الاجتماعي والنفسي ،فالعلاقات الايجابية في محيط الأسرة تكون كمثل يقتدى به الأبناء.وقال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم ((ومن آياته إن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )).الآية: 21،من سورة الروم .وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم )).
فالأسرة هي المسؤولة عن تكوين شخصية الفرد وتكوين أخلاقياته واتجاهاته نحو الأمانة والصدق والابتعاد عن السلوك المخالف لقيم الأسرة والمجتمع .
وقد وجدت إن هناك علاقة بين البيت المتصدع وتكوين اتجاهات غير جيدة لدى افراد الأسرة ومنها الانحراف بتعاطي المخدرات وسنتناول فيما يلي بعض الدراسات المتعلقة بالأسرة والتنشئة الاجتماعية للأبناء والتي اعتبرت أنها السبب الرئيسي والدافع الكبير لتعاطي أبنائهم المخدرات:
دراسة (تشاين ): أوضحت إن ظروف الأسرة هي السبب الدافع لأبنائها للانحراف .فقد تبين من خلال الدراسة (إن الحرمان الاقتصادي للأسرة ،والبطالة ،وانخفاض مستوى التعليم ، والسكن السيئ المزدحم ،من العوامل المرتبطة بجنوح الإحداث ، و وجد إن نسبة كبيرة منهم تتعاطى المخدرات ،وان هناك تشابه في الظروف الأسرية السيئة لكل من الاحداث الجانحين ومدمني المخدرات (19).
بتحليل هذه الدراسة نرى إن البيوت المتصدعة والتي تتسم بالسلوك المنحرف وقيام احد افرادها بتعاطي المخدرات تتشابه في السمات العامة في ارتكاب الأفعال المنحرفة .
وتبين دراسة (جلوك) Gluek : والذي أوجدت علاقة بين الحدث المتعاطي وتنشئة الأسرة ، حيث أبرزت الدراسة (إن نسبة الجرائم التي يرتكبها اباء وأجداد وإخوة الجانحين ومتعاطي المخدرات أكثر من نسبة الجرائم التي يرتكبها اباء وأجداد وإخوة الاحداث الغير جانحين والغير متعاطين (20).
وقد أشار كل من الينور EleanorوشلدونSheldon إن (متعاطي المخدرات من الاحداث ، مرتكبي السلوك المنحرف غالبا ما يكونون من اسر لا يتوافر فيها وجود الأبوين ،ويشوبها التفكك الأسري بسبب الطلاق أو الهجر ،كما يتسم الأطفال المتعاطين بعدم احترامهم للوالدين وعدم التزامهم بالقيم العائلية ،وتتميز البيوت التي يعيشون فيها بتفككها ألقيمي وضعف الرقابة وانعدام وسائل التسلية والترويح داخل الأسرة)(21).
اما دراسة ولسونWilson : فقد بينت العوامل المسببة لتعاطي المخدرات منها (غياب دور الوالدين في الإشراف والعناية بسلوك أبناءهم حيث إن تعاطي المخدرات عند الأطفال ترتبط بشكل وثيق بانعدام رقابة الوالدين عن أطفالهما وعدم سؤالهما أين يذهبون ومتى يعودون وهما لا يعلمان أين يكون طفلهم في اغلب الأمسيات والليالي )(22).
وأبرزت دراسة ايرلEarl :عن العلاقة بين غياب الوالدين وتفكك الأسرة وتعاطي المخدرات وتوصلت إلى النتائج التالية :
(إن تعاطي المخدرات بين أطفال الأسر المفككة أكثر منها عند أطفال الأسر المترابطة ،ومن نتائج الدراسة أيضا إن انعدام التكامل والتفاعل في الأسرة يؤدي إلى ظهور بعض المشكلات الاجتماعية لأبنائهم ،فالحرمان من مشاعر الأمن والحب والطمأنينة قد تدفع الأبناء للسلوك الغير سوي والتعاطي كمظهر من المظاهر الغير سوية )(23).
وبتحليلنا لهذه الدراسات نجد من الضرورة ان تكون الأسرة قدوة بكافة تصرفاتها لتحصين أبنائها لان الطفل له رغبة في التقليد سواء كان ذلك الاباء أو الأصدقاء .فإذا كان الأب يتعاطى المخدرات فالطفل تتكون لديه الرغبة في التقليد .حيث قال الشاعر: وينشا ناشى الفتيان فينا على ما كان عوده ابوه .اما إذا كان الاباء ملتزمين باحكام الله ومستقرين تربطهم علاقة المحبة والعطف والحنان بين جميع مكونات الأسرة ويحظى الأبناء برعاية كاملة، فان ذلك يحصنهم من الانحراف ومنها التعاطي .
ويؤيد ذلك علماء النفس والتربية الذين يوعزون سبب التعاطي الحرمان والإحباط، وقد يركز العلماء على سيكولوجية المتعاطي والحاجات القمية الغير مشبعة، فالطفل يحتاج إلى الحب والحنان والرعاية الأبوية ،فإذا اضطربت العلاقة مع الوالدين يندفع إلى الانحراف .


ويمكن إن نوضح علاقة التنشئة الأسرية وتعاطي ألابناء للمخدرات من خلال الجدول رقم(1):
المخدرات التنشئه الاسريه اسباب تعاطي الابناء

طبيعيه

صناعيه

اصطناعيه
ضعف الواعز الخلقي لدى الوالدين.
تفكك الاسره (هجر ، طلاق ، وفاة)
عدم وجود الثقافه للاسره (تعليم ، دين).
الظروف الاقتصاديه المتدنيه (فقر وبؤس)
كثرة المشاكل بين الإباء.
ترك الابناء لانشغال الاباء.
عدم تربيه الابناء بالاخلاق الفاضله واحتضانهم ورعايتهم.

ثانيا: العوامل الشخصية لمتعاطي المخدرات : إن الملامح الشخصية المميزة للشخص المتعاطي يمكن معرفتها من خلال التحليل النفسي ودراسات الشخصية ، وحسب أراء علماء النفس فقد صنفوا الشخصية إلى شخص ناضج وأخر منغمس في الملذات الجنسية والشخص صاحب الذات المقهورة والشخصية القلقة (24).
ومنهم من صنف شخصية الفرد إلى شخصية طبيعية وشخصية مزاجية. فلكل من هذه الشخصيات تصرفاتها السلوكية ويكون حسب المؤثرات الداخلية والخارجية . فإذا أخذنا مرحلة النضوج الشخصي نرى إن الشخص يبحث عن ذاته ودوره في الحياة بشكل مستقل ، بحيث لا يتخذ من ابائه قدوة له كما كان في الماضي ، ولكنه يتخذ من شخصية تاريخية أو قائد سياسي أو مطرب مشهور قدوة له ، فيحاول تقليده في تصرفه وسلوكه، فا ذا كان هذا السلوك غير سوي جره إلى ذلك بما فيه التعاطي وذلك لأجل إثبات الانتماء إلى هذه الفئة .
اما الشخص الذي يبحث عن الملذات الجنسية من فرفشة أو سعادة وإظهار الرجولة ، يندفع إلى التعاطي لشعوره بأحاسيس وهمية بان المخدرات تساعده في اللذة الجنسية وتجلب له السعادة. ومثال على ذلك مجموعة الهيبيز الذين يتعاطون المخدرات ليعيشوا في عالم الأوهام .
اما الشخص الذي تكون شخصيته قلقة ومقهورة، تصعب عليه وسائل الحياة ، يندفع إلى التعاطي هروبا من هذا الواقع . وكذلك الشخص الذي تفرض عليه ظروف لا يستطيع تحملها، يتحول من إنسان طبيعي إلى شخص مريض بسبب الآلام المتكررة التي يتعرض لها مما يؤدي به إلى ضعف قدراته الذاتية ويعجز عن التحكم في انفعالاته وكبت شعوره وتصرفاته بما فيها علاقاته الاجتماعية وسلوكه العام ، وتختلف مصادر الألم باختلاف أسبابها :فقد يكون سببها شخصي كالإصابة بمرض خطير أو حادث اليم ،أو لخسارة كبيرة في صفقة تجارية ،أو فقدان مركزه الوظيفي .
وقد يكون بسبب خارجي :مثل فقدان شخص عزيز عليه من افراد أسرته ، فتنتابه صدمة كبيرة تشعره بالدهشة والذهول والحيرة ، فتبدو عليه حالات الانفعال وقد يصاب أحيانا بالشلل أو فقدانه الوعي ، وإذا ما نجا من هذه الحالة ، تظهر عليه حالة السخط والغضب والانفعال والاكتئاب . فالصدمة النفسية عامل أساسي في التعاطي وللتخفيف من هذه الظاهرة ،الالتزام بالصبر واعتبار هذا الشيء مكتوب ومقدر ولا مفر منه والتذكير بكتاب الله عز وجل بقوله : ((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )).الآية: 155 من سورة البقرة .
فالعلاقه المتعلقه بالشخص المتعاطي يمكن إن تبين من خلال الجدول (2)

المخدرات
شخصية الفرد
الشخص المتعاطي بارادته

طبيعيه

صناعيه- عقاقير وادويه

مشتقات مركبه من مواد كيميائيه
حب الاستطلاع والتقليد.
إظهار الرجوله بمجارات الأصدقاء .
الفرفشه واللذه الجنسيه –الاشعار بالسعاده.
معالجة الإمراض.
الصدمه النفسيه.
الضعف البشري.
الجدول (2)
 ثالثا:العوامل الاجتماعية :
إن المتغيرات الاجتماعية تساهم في ظاهرة تعاطي المخدرات. وتتمثل هذه المتغيرات في زيادة عدد السكان وظهور مشاكل التحضر والايديولوجيات المتعارضة ،وزيادة نمو وسائل الاتصال بين المواطنين،والخلافات العقائدية، وزيادة معدلات التفكك الأسري ،وسيادة الفردية والهامشية والاغتراب ،وبذلك أصبح الانحراف أكثر من مجرد سلوك فردي أو ظاهرة نفسية أو بيولوجية ،بل أصبح لدى البعض حالة حضارية كانحراف التعاطي للمخدرات،لان الشخص فقد القيم الاجتماعية والعادات والتقاليد التي تربى عليها، حيث أصبحت هذه العادات لا تلائم الظواهر الاجتماعية الجديدة التي يعيشها ،إضافة إلى الابتعاد عن الواعز الديني الذي يتبنى القيم والأخلاق وتجنب العمل المنكر .
إن هذه المؤثرات الاجتماعية دافع أساسي لتعاطي المخدرات ،وأصبح المتعاطي لا يلقى الاستهجان كما كان سابقا .إضافة لذلك أصبحت المجتمعات العصرية اشد تعقيدا واقل استقرارا. لما تواجهه من متغيرات انفجارية سريعة في مجال التقنية والاتصالات والقدرة على الانتقال ،وفي عدد السكان وموطن تركزهم واختفاء العائلة الكبيرة في بعض المجتمعات، وعدم تجانس المجتمعات المحلية ورغبة كل منهما المحافظة على كيانها.
إن التغير المفاجئ في القيم الاجتماعية واتخاذ شكل جديد في أسلوب المعيشة ونتيجة لعوامل متعددة ترجع إلى الهجرة من الريف إلى المدن ،والثروة المفاجئة ، وامتهان الصناعة بدلا من الزراعة والزخم الكبير جدا للسكان وتغير نمط العمل ونقص في معرفة ثقافة البيئة الجديدة، وتأثير ذلك على تماسك الأسرة نتيجة صراع افرادها بين أسلوب الحياة الجديد وأسلوب حياتهم القديم كان عاملا ايجابيا في التعاطي لهروب افراد الأسرة من هذا التغير المفاجئ . وقد يفقد الفرد توازنه الاجتماعي لشعوره بعدم كفاية أو إشباع الأدوار التي يقوم بها في ظل ضغوط وأوضاع اجتماعية واقتصادية خاصة ،وان فقدان التوازن الاجتماعي ليس إلا عرضا لاختلاف التوقعات التي يضعها المجتمع في ظل إطار ثقافي معين. مع تلك التي يقوم بها الفرد بالفعل نتيجة لضغوط أو أوضاع معينة وبالتالي يكون فقدان التوازن عامل ودافع لتعاطي المخدرات .
 رابعا:الجماعات التي ينتمي إليها الشخص(الأصدقاء –المدرسة- العمل ):
إن الناشئين دائما ما يتعرضون للضغوط من قبل الأصدقاء ،وتلك الضغوط تهدف إلى خضوعهم لاحكام الجماعة حتى يكونوا مقبولين منها ،وكلما اقترب الأبناء من سن الاستقلال،
أصبح ضغط الأصدقاء اقوي ويكون تأثيرهم على المعتقدات والسلوك وطريقة اللبس وحتى المزاج .وتلك الضغوط تشجع الناشئين على تقليد أصدقائهم في السلوك السوي وغير السوي، لان هؤلاء الأبناء يمرون بمرحلة النمو والبحث عن مبادئ الانتماء إلى الجماعة ،لذلك فهم يجارون الأكبر منهم سنا ويؤدي ذلك إلى قبولهم نتيجة الضغوط عليهم .
وأبرزت الدراسات إن الجماعات (الأصدقاء ) التي ينتمي إليها الشخص ترتبط ارتباط وثيق بتعاطي المخدرات ،سواء اخذ ذلك صورة تناول جماعي للمواد المخدرة أو الذهاب إلى نزهات خارجية لغرض الفرفشة .
وقد أشار (مونهيم) Mannheim) ) في دراسته(25) : ،إلى إن العوامل الثقافية وجماعة الأصدقاء تلعب دور بارز في تشكيل الفرد وتعاطيه المخدرات ، ويرجع انتشار التعاطي إلى المناسبات الاجتماعية ونظرة المراهق والناشئ إلى زميله المتعاطي ،وشعوره بأنه مهم ، ويرغب في تقليده .وأثبتت الدراسات إن للأصدقاء دور هام في التحفيز للتعاطي(26) .وان رفقاء السوء أساس الانحراف.
وقد نبهنا الرسول الكريم (ص) إلى أهمية الصحبة في تشكيل سلوك المسلم بقوله (( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك إما إن يهديك ،وإما إن تبتاع منه ،واما إن تجد منه ريحا طيبة ،ونافخ الكير اما إن يحرق ثيابك ،واما إن تجد منه ريحا خبيثة ))(27). وقال (ص) ((لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ))(28).
كما إن للمدرسة دور هام في حياة الفرد ،وتخلق منه شخصا نافعا لنفسه وأسرته ووطنه ، من خلال تثقيفه بما هو ضار له وما ينفعه وتقديم الإرشاد والتوجيه له بعدم التدخين والتقرب من الخمور والتعاطي لأنها تضعف الإنسان وتولد له اضرار مادية ومرضية وان الإسلام حرمها، والقيام بالمراقبة لمنع إدخالها للمدرسة وتنبيههم بالابتعاد عن أصدقاء السوء والالتزام بتعاليم الدين ،ويفضل إن تكون في كل مدرسة مصلى يقوم المدير بالصلاة امام طلبته لغرض تحصينهم من الانحراف .
وفي حالة عدم توفر إدارة حازمة بالمدرسة ووجود احد الطلبة المتعاطين فهذا يدفع الطلبة الآخرين لتقليده .


 خامسا – ضعف الواعز الديني وارتباطه بتعاطي المخدرات:
على المجتمعات الإسلامية المحافظة على مبادئ الشريعة الإسلامية وتوجيه افراد المجتمع بالتمسك بها ،وتطبيقها وتفرض الالتزام بها ،وان التراخي بالتطبيق يساعد على انتشار المخدرات وتعاطيها .
إن بعض فئات المجتمع تأثرت بعادات وتقاليد المجتمعات الغربية ،وابتعدت عن تطبيق التعاليم الدينية ، وربما لم تتولد لديهم معرفة بمفاهيمها حتى ظن البعض منهم إن الدين الإسلامي لا يحرم التعاطي ،واقتصر التحريم على شرب الخمر وعلى أساس هذا المفهوم الخاطئ ينتشر تعاطي المخدرات .
إن ضعف الواعز الديني والأخلاقي يجعل الافراد فريسة للازمات النفسية، وهي بدورها تكون احد أسباب التعاطي .فالواعز الديني ينشىء الفرد على الصدق والإيمان وسلامة التطبيق لأوامر الله تعالى ،ومن تحصن بالدين الإسلامي يمكنه إن يميز بين الحلال والحرام .
وقد احل الله الحلال لفائدته للفرد والمجتمع، وحرم الحرام لخطورته عليهما .فإذا كانت التربية الدينية راسخة لدى الفرد وقوية في النفس فيكون (الحلال بين والحرم بين لدى المسلمين ). فتقوية الإيمان في النفوس تكمن بمعرفة قول الله سبحانه وتعالى (( وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبع السبل فتغرق بكم عن سبيله ذلك وصاكم به لعلكم تتقون )) الآية :153- سورة الإنعام ، وقال تعالى ((اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون )) الآية: 45 - سورة العنكبوت .
وحرم الإسلام جميع أنواع المسكرات ،سواء كانت خمر أو مخدرات قليلة كانت أم كثيرة لما تسببه من اضرار للفرد والمجتمع وهذا التحريم مستندا في القران الكريم ، والحديث ، والفقه . فقد ورد في كتاب الله العزيز ((ويحل لكم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث )) الآية: 157- سورة الأعراف .وجاء التحريم تاما بنص هذه الآية الكريمة لان المخدرات أم الخبائث.
وقال رسول الله (ص) ((لا ضرر ولا ضرار )) متفق عليه ،وقد اثبت العلم الاضرار الجسيمة التي تسببها المواد المخدرة ،فهي مفسدة للدين ،والعقل ،والنسل ، والنفس ،والمال.
وروي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام انه قال (( إن الخمر أم الخبائث ورأس كل شر، يأتي على شاربها ساعة يسلب لبه فلا يعرف ربه ،ولا يترك معصية إلا ركبها ،ولا حرمة إلا انتهكها ،ولا رحما إلا قطعها ،ولا فاحشة إلا أتاها )) .ويقول المرجع الديني أية الله علي السيستاني ( يحرم الترياق ومشتقاته وسائر أنواع المواد المخدرة ) (29). وقياسا على ذلك فان المتعاطي يفقد عقله ويختل توازنه ويقوم بالمحرمات والمعاصي أكثر من شارب الخمر .وبهذا توصلنا إلى إن ضعف الواعز الديني يشكل علاقة ايجابية مع تعاطي المخدرات .
 سادسا – السياسات والحروب :
إن الخلافات السياسية بين الدول تساهم في نشر المخدرات للإضرار بتلك الدول وان التاريخ يشهد على ذلك فالحرب البريطانية الصينية سنة 1942 م كان سببها نشر وتصدير (الأفيون ) إلى الصين عن طريق المستعمرة البريطانية آنذاك (الهند ) حتى أصبح آفة المجتمع لكثرة تعاطيه من فئات شعبية مختلفة .
كذلك استغلت بريطانيا ضعف سلطة محمد علي حاكم مصر وشجعت على زراعة واستخدام الحشيش الذي لم يكن معروفا سابقا ،فكان عاملا لإخماد ثورة المقاومة ضد الاحتلال البريطاني لانشغال شباب المجتمع المصري في اللهو وتعاطي المخدرات.
واستخدمت بريطانيا نفس الطريقة في اليمن فشجعت على إدخال (القات ) وزراعته وكانوا يحرصون على توفيره للمواطنين بطائرات من إثيوبيا،وكينيا ،حتى انتشرت زراعته في اليمن بدلا من أشجار (البن).
وتشير أصابع الاتهام إلى الدور البارز الذي قامت بها إسرائيل خلال حروبها مع العرب في نشر المخدرات في مصر ،وجنوب لبنان الذي تم اكتشاف زراعة الحشيش فيه بعد التحرير .
وقد تستخدم بعض الدول سياسات مشجعة على التعاطي ،منها التساهل مع المتعاطين من الشباب ،وتعتبر ذلك من منطلق التطور الحضاري ولكن الدافع الخفي هو سياسي لإشغال الشباب بالمرح واللهو حتى لا ينشغلوا بالسياسة كما هو الحال في دول شمال إفريقيا .
ومن المؤسف على النطاق الدولي ان تلجا بعض الدول لاغراض سياسية إدراكا منها لحجم الاضرار التي يسببها الإدمان على التعاطي ان تقوم بترويج تجارتها إلى جيرانها أو أعدائها سواء بشكل مباشر أو من خلال التغاضي والتساهل بهدف الهدم الداخلي . فالمخدرات قنابل موجهه تصيب السواعد المسؤولة عن تجسيد مبادى الأمة وقيمها ،لهذا ترتبط تجارة المخدرات بالوضع السياسي للدولة وطبيعة علاقتها مع جيرانها (30).
إن الحروب تؤدي إلى زيادة توافر المخدرات وانتشارها وتعاطيها ،لاستخدامها وسيلة مالية لتمويل الحرب كما هو في أفغانستان. فان تمويل المقاتلين هو من أموال تجارة المخدرات وزراعتها في ذلك البلد ، والحروب الأهلية في لبنان ساعدت على انتشار زراعة الحشيش . ولو أخذنا بلدنا (العراق) على سبيل واقع التطبيق ،نرى انه إلى وقت قريب كان نظيفا من المخدرات حسب التقارير الدولية ولكن واقع الحال قد تغير بعد الاحتلال سنة 2003 م، والذي أصبح اليوم هدفا لترويج المخدرات وبث السموم نتيجة الاحتلال والانفلات الأمني وضعف الرقابة.
مما أدى ذلك إلى تسريب كميات كبيرة منها إلى داخل القطر من الدول المجاورة . لقد كان العراق يعتبر معبرا فقط للمخدرات من البلدان المنتجة إلى البلدان المتاجرة والمتعاطية ،إلا إن الدلائل تشير إلى انه أصبح ألان في دور المتعاطي بشكل ملفت للنظر وأصبح مرتعا لهذا الوباء .وحسب المعلومات الرسمية المقدمة من وزارة الداخلية للفترة من 1/5/2004 ولغاية 1/11/2004 فقد ضبطت كميات من المخدرات الممنوعة منها حشيشه 5 ،. 586 كغم ،1 كيلو أفيون ، 38 كيلو ترياك ،9703 حبوب مخدرة .إضافة إلى (9) واقعة ترويج ،(29) تهريب ،(24) واقعة تعاطي ،وأكدت الوزارة إن هذه المواد المضبوطة لا تتجاوز على 10% من الكميات المعدة للتهريب وهي عازمة على مكافحة المخدرات وما يترتب عليها من جرائم.
وبتاريخ 8-11-2007 صرح رئيس مجلس محافظة النجف لقناة الحرة – عراق انه تم اكتشاف مزرعة بمساحة ستة دوانم في منطقة الزركة لزراعة المخدرات(31) . لذلك نرى إن المسالة تحتاج إلى معالجة سريعة وفورية للحد من هذه الظاهرة .
المبحث الثالث : الآثار الناتجة من تعاطي المخدرات :
________________________________________

تعتبر مشكلة المخدرات من أهم المشاكل التي تواجه المجتمعات في الوقت الحاضر لما لها من اثار بالغة السوء على صحة وسلوك المتعاطي وعلى أسرته وتمس سلامة وامن المجتمع .وهي أيضا ضا ره بالاقتصاد والإنتاج والتنمية فقد تكون آفة مدمرة للمجتمعات ولتوضيح ذلك يتطلب معرفة الآثار التي يحدثها المتعاطي وهي :
 أولا- التأثير الاجتماعي :
ويتمثل كون المتعاطي خطرا على حياة الآخرين .فهو عنصر قلق واضطراب لأمن المجتمع إذ انه يسعى إلى البحث عن فريسة يقتنصها بسرقة أو قتل أو اغتصاب. فهم يمارسون اعمالا مخالفة للقانون ويقودهم في النهاية إلى ان يصبحوا شخصيات سايكوباثية أو إجرامية حاقدة على المجتمع لا تعرف سبيلا إلى أهدافها إلا بالعدوان . إن جرائم العنف والسطو المسلح والسرقة والاغتصاب وغيرها من الجرائم تمس امن المجتمع وسلامة افراده، فتحدث الفوضى وعدم الاستقرار.
وان التعاطي يؤدي إلى تكرار ممارسة السلوك الإجرامي أو اللااخلاقي أو الغير اجتماعي. فقد توصل كل من (ايكاردي Icardi - وشامبرزChambers ) في دراستهما إلى نتيجة، وهي إن 79% من الافراد الذين تم إجراء البحث عليهم كانوا يتعاطون المخدرات ولهم سوابق إجرامية وان 93% منهم ارتكبوا جرائم الاعتداء للحصول على المال لشراء المخدرات )(32). وأكد (وليم بلون ) (33) William Bloon في دراسته التي أجراها على 1500 فرد مدمن في مدينة نيواورليانز تبين إن :
 300 امراءة اشبعن حاجتهن إلى تعاطي المخدرات عن طريق الدعارة.
 600 كانوا يقومون بعمليات السرقة.
 300 كانوا يقومون بعمليات ترويج للمخدرات مقابل عمولة .
 300 يسببون في جعل أبنائهم منحرفين ويرتكبون السلوك اللااجتماعي كما أنهم أنفقوا دخولهم ودخول أسرهم وزوجاتهم على شراء المخدرات.
يتضح من هذه الدراسة وجود علاقة سلبية بين المتعاطي والمجتمع ،والمتمثلة بالسلوك الإجرامي بما يحدثه من قتل وسرقة وانعدام السلوك الأخلاقي وهو الانحدار إلى أرذل الإعمال (الدعارة )،والسلوك اللااجتماعي بنشر السموم للمجتمع من خلال الترويج للمخدرات وكذلك التفكك الأسري وانعكاساته على المجتمع بجعل أبنائهم منحرفون . وعند تحليلنا للتأثير الاجتماعي للمتعاطي يمكن ان نتوصل ا لى ما يلي :
 المخدرات تؤثر على الجانب الاجتماعي للفرد وتضعف قدرته على التكيف مع المجتمع وتؤدي إلى سوء الخلق .
 عدم قدرة المتعاطي على بنا ء علاقات اجتماعية ناجحة .
 يتحول المتعاطي من شخص سوي إلى شخص منحرف يسيء إلى أسرته والمجتمع .
 يرتكب المتعاطي اعمالا إجرامية لها اثار اجتماعية سيئة منها جرائم مخلة بالأخلاق والآداب ،وجرائم الإهمال وخاصة التي يرتكبها في حوادث السير والسيارات،وجرائم القتل والسرقة والنصب والاحتيال .
 ثانيا :الآثار السيئة التي يسببها متعاطي المخدرات على حياة الأسرة:
إن الآثار الاجتماعية للتعاطي على حياة الأسرة متعددة ومتنوعة منها:
- إعطاء المتعاطي المثل السيء لافراد أسرته ،حيث يقوم بشراء المخدرات من دخل قوته وقوت أولاده وأسرته ،يتركهم في الجوع والحرمان ،الأمر الذي قد يؤدي بهم إلى السرقة والتسول ،كما قد يؤدي بالزوجة إلى الانحراف لتحصل على قوتها(34). ويسبب هدر أموال الأسرة على شراء المخدرات ، وان ذلك ينعكس على حرمان الأبناء من التعليم والعلاج الصحي (35). وبهذا يشعر الأبناء بالإهمال من قبل والديهم بعدم تحمل المسؤولية فيضعف من تنشئتهم بصورة صحيحة .

 إن تعاطي رب إلا سره للمخدرات تنقل إلى افراد الأسرة ،لان الأبناء يقلدون ابائهم ويدفعهم الفضول للتعاطي وربما قد يرسلهم اباؤهم لجلب المخدرات من أماكن بيعها فيولد لديهم شعور وإحساس بالتعاطي (36).

 فقدان الأمان لدى الأسرة حيث يكون المنزل معرض للتفتيش بصفة مستمرة من قبل الأجهزة الأمنية ،تبحث عن المتعاطي أو المخدرات باعتبارها اعمالا غير مشروعة يحاسب عليها القانون .فتشعر العائلة بعدم الأمان لان رب الأسرة المتعاطي لا يقدر على حمايتها (37).

 سوء سلوك المتعاطي يسهم في تفكك الأسرة ،لما يسببه من الاعتداء على زوجته بالضرب أو المشاجرة والسب والقذف امام الأطفال وما ينتجه هذا السلوك اللااخلاقي إلى الطلاق أو الهجر والذي يساعد على التفكك والانفصال مما يزيد من مظاهر الانحراف .

 قد يؤثر تعاطي المخدرات على حياة العائلة في حالة تعاطي الزوجة اثناء فترة الحمل ،فيصاب الأطفال عند الولادة بامراض وتشوهات خلقية مما يزيد في تعاسة الأسرة .
 ثالثا – الآثار المتعلقة بمتعاطي المخدرات:
إن تعاطي المخدرات لها اثار سلبية على صحة المتعاطي لما تتركه من اثار مرضيه خطيرة تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة. ومن هذه الامراض التي تصيب المتعاطي ما يلي :

 اضطراب الشخصية ،وسوء السلوك ،الشعور بالأنانية ،وعد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
??????
زائر




المخدرات والمجتمع Empty
مُساهمةموضوع: رد: المخدرات والمجتمع   المخدرات والمجتمع I_icon_minitimeالإثنين أبريل 30, 2012 1:36 pm

جميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو محمد




المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 28/09/2012
الموقع : www.khalid-saif.blogspot.com

المخدرات والمجتمع Empty
مُساهمةموضوع: رد: المخدرات والمجتمع   المخدرات والمجتمع I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 28, 2012 11:04 am

شكرا لك على هذا الموضوع الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المخدرات والمجتمع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة فلاح بن محسن النبهاني :: مجلس التواصل بين الأعضاء والطلاب :: قسم مدارس مقنيات-
انتقل الى: